تعرف علي السر وراء بروز كتابات الروائي احسان عبد القدوس

أثر الادباء والروائين الكثير من المتغيرات البيئية التي جعلت منهم أدباء عظماء وتاريخيين والتي ادت الي اتساع افاقهم وافكارهم للتحرر من الافكار التقليدية والسلبية والتي تمكنهم من ادراك مواهبهم الدفينة القابعة تحت رماد الحياة الروتينية المملة ،فقد استطاع الاديب المصري احسان عبد القدوس من الجمع بين بيئتبن مختلفتين من خلال نشئته في بيئة والدته المتحررة وبيئة جده المتحفظة والتي استطاع ان يجمع بينهم من خلال كتاباته المختلفة والعالمية وقد ساعدته حياته مع والدته بسبب اهتمامها بالثقافة وقراءة الكتب والتي اسفرت عن ظهور اعظم الروائين المصريين الحائز علي الكثير من الجوائز العالمية خلال مسيرته الروائية وقد ترجمت رواياته الي العديد من اللغات.
ولد عبد القدوس في قرية الصالحية التابعة لمحافظة الشرقية مع جده لوالده والذي كان شيخا متدينا وملتزم وكان يفرض عليه الكثير من القوانين التي تلزمه بعدم التوجه الي مثل تلك الافكار القابعة بداخله والخوض فيها،بينما جاءت علي النقيض فترة اقامته مع والدته السيدة روز اليوسف التركية والتي نشأت في مدينة لبنان والتي كانت تعتني بالفن والثقافة وكانت تعقد الكثير من الندوات الفنية والثقافية بحضور اعداد كبيرة من الفنانين والادياء والروائين من خلال الصالون الثقافي الذي تمتلكه،مما ادي الي تضارب افكاره بين الالتزام والانفتاح فعندم يزور جده كان يلتقي بعلماء الازهر والشيوخ،وعند زيارته لوالدته يقوم بحضور ندوات الفن والثقافة المتنوعة،وبهذا التنوع اسفر عن تنوع افكاره والتي استطاع من خلالها ابرازها في رواياته التي جمعت بين التحرر الفكري والمشاكل الاجتماعية الواقعية وطرحها في كتباته التي تخطت العالمية،تخرج من جامعة الحقوق في القاهرة وعمل قليلا في مجال المحماة ولكن سرعان ماوجد نفسه لا ينتمي الي هذه الحياة قائلا “كنت محاميًا فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار، وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً”، و
أصدر احسان عبد القدوس العديد من الرويات حيث كتب اكثر من ستمائة رواية وقصة والتي استطاعت ان تتحول الي اعمال سينمائية ومسرحية واذاعية ومن اشهرها رواية ياعزيزي كلنا لصوص،لا تفطفئ الشمش،النظارة السوداء،الوسادة الخالية،أنا حرة،لا أنام،في بيتنا رجل،لن أعيش في جلباب أبي،توفي الروائي الكبير 1990 تاركا تاريخا ادبيا كبيرا لن يستطيع الجميع نسيانه.

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا