الحر الأسير
نعلم أن الأسر يُطلق على شخصٍ قد ملك حرية التصرف في شخصٍ آخر جُملة واحدة،فماذا لو كان الأسر من قِبل الأشياء الصماء الجامدة والتي هي أصلاً من صنع الإنسان؟! أتتخيلون معي المشهد؟ إنسان ما صنع شيئاً وأصبح أسيره!
أردت أن أتوقف إزاء ظاهرة جميعنا يعلمها ولا شك أن جميعنا يراها يومياً،وبسببها تُزهق أرواحاً كثيرة دون قصد من الآخر وهي ظاهرة (استخدام الهواتف الجوالة أثناء القيادة)!
تلك الظاهرة التي تزداد يومياً وترافقها المخاطر إلى دروب الحوادث،فنجد أحدهم يقوم بمحادثات كتابية أو صوتية على الواتساب أو الفيسبوك،وآخر يأخذ “سيلفي” أثناء قيادته السريعة لينشرها كـ”حالة” على الانستجرام، وأخرى فتاة مع صديقاتها بداخل سيارة يلتقطون الصور توثيقاً لهذا اللقاء المميت!
في مواقف مثل هذه يموت أو يُصاب أناساً أبرياء ليس لهم ذنباً إلا لأنهم قد مروا من طريق هؤلاء الأسرى ،فنالوا نصيبهم منهم،طبيعي فبين اللحظة والأخرى تتغير الأقدار،وكان لزاماً علينا الأخذ بالأسباب،وأن ندرك تماماً وأن نكون على علمٍ تام بأن ما نصنعه مخالفاً للأخذ بالأسباب،وأنه مجرد تواكل على النفس البشرية المتطلعة الجامحة التي من الصعب السيطرة على متطلباتها غالباً،كالذي يلتقط صوراً والذي يُحادث شخصاً ماذا لو توقف وصنع ما يريد ثم أكمل طريقه بسلام حفاظاً على الآخرين أولاً ثم على نفسه هذا إذا كان يبالي لنفسه أصلاً!
“ليتني لم أفعل كذا”،وتظل هذه هي الجملة المعتادة عندما نصنع الخطأ العامد والذي لا نصنعه صدفة وإنما نعلم تماماً بأنه خطأ ولكن كما قلت لكم النفس الجامحة المتطلعة لابد من أن تُلجم وأن تُروض على بغض أي تصرف لا تراه في صالحها،تلك المقالة لا تهدف في غايتها وضع حلول جديدة،هذا لأن النفس بالفطرة تعلم جيداً الصواب والخطأ, وتميل إلى الصواب دائماً,فلستم بحاجة للنصح وأن أفرض عليكم بعض الأمور،ولكن أنت ذو عقلٍ واعٍ،وبحكم فطرتي المُلحة علي بالنصح, يجب أن أنصح ،سأنصحك بأن تصنع سيناريو قبل صنع أي شيء لمجرد ثوانٍ،تخيل ماذا سيترتب على صنيعك هذا،إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فلا تُقدم عليه بالمرة.
إرسال التعليق