النجاح المرير
النجاح شيئ جميل جدا لا شك في ذلك,وجميعنا يطمح إليه بكل ما أوتينا من قوة,ولكن ما أقسى مرار النجاح,وما أبهظ ضريبته!,كأي فعل له رد فعل تلك هي النظرية التي يعلمها الجميع,فاللنجاح أيضا وأنت على طريقه ستجد ردود الأفعال والتي أغلبها لا تسر,فتجد نفسك بكل هدوء تشرب مرارا يعكر صفو نجاحك قليلا لأن النجاح بالطبع مهما قست الظروف مذاقه يظل معنا لسنوات.
نحن بصدد عالما غريبا ينتظر للآخر أبسط الملحوظات البسيطة- ولن أقول مشكلات- كي ينتقم أشد الأنتقام,حتى ولو نجحت في شيئ ستجدهم في غيرة وحقد فيسعون بكرههم للخير وقد غشيهم الغل والغيرة إلى الهدم والانتقام بكل راحة ونفس راضية لا يحق لأحد لومها!,نعم ذلك العالم الذي نعيشه الآن,اعلم عزيزي القارىء أنه طالما يتم مهاجمتك فأنت شخص ناجح,ستجد من ينغص عليك نجاحك بالقول أو الفعل فلا يضرك ذلك عزيزي في شيئ,فقط كل ما عليك هو أن تمر عليه مرور الكرام.
لماذا أكره نجاح صديقي في العمل أو الدراسة أو ابتكر شيئا جديدا مفيدا فلفت الأنظار إليه ,هذا لمجرد أنه اجتهد وعمل على ذاته فأكرمه الله وعوض تعبه بالخير!, لماذا نخترق حواجز الرضا لننصرف إلى الكد والعناء كالذي يرى سرابا ظمآنا ولا يجد ما يروي ظمأه!
هي فقط مسألة تأمل ثم اجتهاد وتوكل أقسم لكم لن يكره أحدهم غيره,بل سيعينه,رقي وتحضر يليق بآدميين وليست غابة تحوي الكثير من السلالات والفصائل التي تتصارع لإثبات ذاتها والبقاء للأقوى والأدهى!
هناك شيئ يدعى “التصالح مع النفس” تقبل نفسك,تقبلها على ما هي عليها واعترف بما فيها من مزايا وعيوب وكمال ونقصان واعمل على سد هذه الفجوات ذاتيا بالعمل والتدرب تدريجيا ستجد حينها أنك لا تريد بالأساس أي شيئ من أحد مما يمنع مسألة الحقد وحب الانتقام والغل من الشخص الطموح الناجح فتحول نجاحه لعالم من الجحيم ومرار أليم.
إرسال التعليق