سو يا سو أغنية قديمة عمرها 6 الاف سنة
تتصف الأغنية الشعبية بأنها قديمة ، وانها تساير دورة حياة الفرد من المهد الي اللحد ، كما انها تساير دورة حياة المجتمع في المناسبات القومية والدينية ، وانها تعكس روح الشعب وتدل عليه أكثر مما يدل عليه غيرها من العناصر الثقافية الأخري ، ومن هذه الأغاني الشعبية أغنية ( سو يا سو ) التي يرجع تاريخها الي ستة الاف سنة ، وسو يا سو تعني ( نلعب التحطيب معا ) ، وفي قري مركز دراو بمحافظة اسوان مازال اهل المنطقة يتوارثون الكلمة الفرعونية ( سو ) فعندما يلعبون العصا يقولون نلعب سو ، وعندما يتبادلون لعب العصا مع بعض يقولون ( هات سو ) ، وحرف السين باللغة الهيروغليفية يرمز له بالعصا المعكوفة ، والعصا هي ( س ) بفتح السين والجمع هو ( سو ) ، واغنية سو يا سو وحبيبي حبسوه مازالت تتردد في محافظات جنوب صعيد مصر ، وفي ستينيات القرن الماضي كانت هذه الأغنية يرقصن عليها الغوازي الشهيرات ( بنات مازن ) علي نغمات المزمار البلدي ، كما يرقص عليها أيضا الخيالة بخيولهم ، وأغنية سو يا سو وحبيبي حبسوه تتردد بعد الاخذ بالثأر ورد كرامة اسرة القتيل فيغنون سو يا سو وابو فريدة حبسوه علي سبيل المثال ، وقد تحولت هذه الاغنية في عام 1910 من الحوادث الفردية الي الطابع القومي عندما قام ابراهيم الورداني باغتيال رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت بطرس غالي ابو واصف أمام مجلس النواب لقيام بطرس غالي بتبني المبادرة الأنجليزية بمد فترة امتياز قناة السويس فأعتبر الشعب المصري ابراهيم الورداني بطلا قوميا وغني له اهل الصعيد : سو با سو وابو خليل حبسوه ، وفي محافظات بحري في يوم اعدام ابراهيم الورداني غني له الشعب ( قولوا لعين الشمس ما تحماشي لحسن غزال البر صابح ماشي ) وهي الأغنية التي غنتها المطربة شادية مع تحريف لبعض كلماتها ، واغنية سو يا سو التي غناها المطرب محمد منير في حفل مارينا عام 2001 ذكر – دون ان يطلب منه أحد – تفسيرا خاطئا لأغنية سو يا سو بأنها ( يا مصيبتي يالهوتي ) فرديت عليه في حينه في وسائل الأعلام المقرؤة والمسموعة بأن سو يا سو لا تعني المصيبة واللهوة يامنير ، وهي أغنية شعبية متوارثة من ستة الاف سنة مجهولة النسب أي المؤلف والملحن فأصبح الشعب هو مالكها ومؤلفها وملحنها ، وتم السطو علي كثير من الأغاني الشعبية وعلي اللازمة الاساسية لها بأن جعلوا لها مؤلفا وجعلوا لها ملحنا ووثيقة برن الدولية وقانون الحماية الفكرية يحمي اغانيننا الشعبية وكنوزنا الفولكلورية ، ولو استثمرنا ذلك سيدر علي مصرنا الغالية دخلا هائلا ، والقانون جعل وزارة الثقافة مختصة بالتنفيذ ولكن الوزارة في نوم عميق
إرسال التعليق