لماذا خسر ترامب الانتخابات الرئاسية ؟
في الثالث من نوفمبر عام 2020 كان موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، وبعد إجراء الإنتخابات اعلن فوز المرشح الديمقراطي چو بايدن لكن السؤال الذي يطرح نفسه ويجب أن نفكر فيه جيدا هو لماذا خسر دونالد ترامب الانتخابات ؟! هل بفعل فاعل كما يدعي ترامب من حدوث تزوير في عمليات الفرز أثرت على النتيجة النهائية أم أن هناك أسباب أخرى يجب على ترامب التفكير فيها ؟
نستطيع نحن وأياكم أيها القارئ العظيم أن نستشف معا ما بين السطور من خلال متابعة الخريطة السياسية الأمريكية ، فد عهدنا عبر عصور كثيرة وجود خطوط عريضة تحكم السياسة الأمريكية مهما اختلفت الادارات ديمقراطية كانت او جمهورية قد يختلف الجمهوريون عن الديمقراطيين في طريقة تطبيق تلك السياسات ولكن تبقى الخطوط العريضة والاطر التى تسير عليها السياسة الأمريكية واحدة وإلا لما اطلق عليها دولة المؤسسات فهناك هيئات مستقلة لديها استراتيچيات واضحة تسير عليها مهما اختلفت الادارة الحاكمة ، لذا المطلع على الشأن الأمريكي يجد امتعاضا شديدا فى اوساط الجمهوريين انفسهم وبخاصة القيادات الجمهورية من تصرفات الرئيس ترامب الذى على ما يبدوا كان يرغب في تطبيق سياسة جديدة للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما كان دائما يواجه بغضب شديد بمن فيهم اعضاء الحزب الجمهوري . فكيف لترامب أن يسحب يده من ملفات كالملف الافريقي وقضايا البحر المتوسط الذي يمثل نقطة مهمة في السياسة الخارجية الأمريكية كيف لترامب أن يتقارب مع روسيا لعدو الرئيسي للولايات المتحدة كيف لترامب ان يتقارب مع كوريا الشمالية وهي الفزاعة التى تستخدمها الولايات المتحدة لبسط نفوذها على منطقة بحر الصين والشرق الأقصى ، كيف لترامب أن يورط الولايات المتحدة فى حرب مع ايران دون مكاسب كبرى يمكن ان تستفيد منا امريكا كيف للولايات المتحدة أن تبتعد عن أوروبا الحليف الاستراتيچي وكيف لترامب ان يشجع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فبريطانيا عملاق وامبراطورية قديمة ولا ينبغي ترك مجال لها لاعادة التفكير فى عودة الامبراطورية البريطانية . كيف لترامب أن يتساهل مع تركيا التى تسعى للقيام بدور اكبر من حجمها فى منطقة البحر الابيض المتوسط ، كيف يورط ترامب القوات الامريكية المتواجدة فى العراق من خلال ضرب قاسم سليماني الذراع الأيمن لإيران ومن ثم وجود خطر على القوات الامريكية بسبب تهديدات من جانب الجماعات المسلحة المتغلغلة بالعراق للرد على مقتل سليماني ، كيف وكيف وكيف لترامب ان يخرج عن الخطوط العريضة المرسومة للسياسة الامريكية ، فالولايات المتحدة لا يجب أن تدار بشكل فردي وانما بهيئات ومؤسسات كل منها لها صلاحياته واستراتيجياته .
إرسال التعليق