حكاية واثر ( مسجد وكُتّاب سليمان اغا السلحدار ) 

” الامير سليمان اغا السلحدار ” هو ابن المرحوم” فيضي الله اسكي كويلي ” وأصله من قريه تسمي ” جار ” من قري ” قوالة” وتربي في بيت ” محمد علي باشا” “بقولة” وجاء الي مصر كجندي ضمن العسكر الذين جاءوا مع ” محمد علي” في زمن الحمله الفرنسية علي مصر (1213_ 1216 ھ) (1798_1801م) لمحاربه الفرنسيين واجلائهم عنها ..وقد ترقي في المناصب خلال عهد “محمد علي الكبير ” ليصل الي منصب ” السلحدار” اي ( المسئول عن السلاح ) واشتهر بكثرة البناء واستولي علي المنهوبات من مبان كثيرة بالقاهرة واستخدمها في ابنيته الخاصة حسب حاجته ..

ولعب دورا هاماً في الحياة السياسية بمصر في عهد محمد علي باشا فقد كان واحداً من 4 اشخاص دبروا ل”مذبحة القلعة ” مع ” محمد علي ” وتوفي في 15 ذو القعدة (1261ھ_ 15 نوفمبر 1845م) كما هو مكتوب علي شاهد قبره بمقصورة الدفن التي اعدها لنفسه ولأسرته في ” قرافة المجاورين ” ….

وقد أُنشئ مسجد وسبيل وكُتَاب سليمان اغا السلحدار (1255ھ_ 1839م) في عصر محمد “محمد علي ” ، ويقع عند بدايه حارة ” برجوان ” بشارع ” امير الجيوش” (المعز لدين الله) ومن ناحية اخري هو امتداد شارع “النحاسين” من ميدان “باب الشعرية” …ويتكون الاثر من مسجد لإقامه الشعائر الدينية ، وسبيل لسقي المارة ، وكتاب لتعليم ايتام المسلمين واستغرق البناء سنتين والجامع الذي يقع حالياً في شارع المعز لدين الله معلق تحته مدرسه وحوانيت تجارية يُصرف ريعها علي آقامة الشعائر بالجامع وصيانته …

ويتكون المسجد من مستطيل ينقسم الي مربعين ، المربع الغربي يشتمل علي حرم المسجد اي صحنه وهو عباره عن صحن تحيط به الأروقة من جهاته الأربع تغطيها قباب صغيرة ضحله تقوم علي عمد رخامية ، وقد زخرفت قطب كل قبة بنقوش زيتية متعددة الألوان قوامه رسوم نباتيه وهندسيه وكتابات قرآنيه ويغطي الصحن سقف خشبي فتح في وسطه فتحة ( شخشيخة) للتهويه والاضاءة وحماية المسجد من الامطار إذا سقطت …، اما المربع الشرقي فيحتوي علي مكان الصلاة ويتكون من بائكتين يشتمل كل منهما علي عمودين من الرخام تقوم عليها عقود مستديرة ، ويقسم البائكتين مكان الصلاة الي ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة ويغطي مكان الصلاة سقف خشبي مزخرف بنقوش زيتية متعددة الالوان ويتوسط جدار القبلة في مكان الصلاة محراب من الرخام ..

قامت لجنه حفظ الآثار العربية في فترة حكم ” الملك فاروق الأول ” (1936_ 1952) بإجراء اعمال إصلاح وتجديد بالجامع تناولت عقود الصحن وقبابه وإيوان القبلة والميضأة ..

وتم ترميم المسجد عام 2015 من حفيد ” سليمان اغا السلحدار ”

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا