“هل دقت طبول الحرب..؟”
أفادت مصادر في غزة أن قيادة حماس في غزة ، برئاسة يحيى السنوار ، انزعجت من مقال نشر في صحيفة القدس في 18 كانون الأول (ديسمبر) ، يشير إلى أن الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل ، هو المرشح الرئيسي ليحل محل إسماعيل هنية الزعيم السياسي الحالي للحركة.
وبحسب المصادر فإن المقال يشيد بعمل مشعل ويهون من شأن انجازات اسماعيل هنية ويحيى السنوار الرائعة في السنوات الماضية.
يدرك الجميع في الحركة أن هذا المقال جزء من حملة إعلامية وعبر الإنترنت أطلقها مشعل في الأشهر الأخيرة في محاولة لتحسين وضعه استعدادًا لانتخابات حماس الداخلية المقبلة.
ومع انشغال حركة “حماس”، حالياً، بالتحضير لانتخاباتها الداخلية التي تبدأ مطلع العام المقبل، لفرز رئيس وأعضاء مكتبها السياسي الجديد، وسط أنباء عن احتمال عودة رئيسه السابق، خالد مشعل، إلى واجهة المنافسة على تسلم مهامه مجدداً، أمام خصمين لا يقلان ضراوة عنه ممثليَن برئيسه الحالي إسماعيل هنية ومسؤول غزة يحيى السنوار، في ظل تحديات محلية وإقليمية ودولية وازنة محدقة بالحركة وبالقضية الفلسطينية.
وقد دفع اهتمام “حماس” بملفات شائكة، متعلقة بانتشار فيروس “كورونا” وبالمصالحة الفلسطينية والتحديات المحدقة بالمشروع الوطني، إلى حسم أمر إجراء انتخاباتها الداخلية، التي تجري كل أربع سنوات، مطلع العام المقبل، وعدم تأجيلها لفترة أطول أو تمديد عمل مهمة المكتب السياسي الحالي لولاية أخرى، أو تجديد انتخابه بالتزكية، كما كان التوجه السائد.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة الراهنة والمقبلة حراكاً انتخابياً “حمساوياً” مهماً على مستوى المناطق، داخل الوطن المحتل، في الضفة الغربية وقطاع غزة وسجون الاحتلال الإسرائيلي، وخارجه، والممتد، على أقل تقدير، حتى نهاية شهر إبريل (نيسان) المقبل أو مطلع الشهر اللاحق به، بدءاً من قواعدها التنظيمية، وانتخاب مجلس الشورى، الذي يعد أعلى سلطة في الحركة وبمثابة برلمانها العام، ووصولاً لانتخاب مكتبها السياسي الجديد.
وتنحصر الخيارات المحتملة لقيادة الحركة في إسماعيل هنية، الذي تسلم رئاسته خلفاً لمشعل في العام 2017، مع إمكانية بقائه رئيساً لولاية ثانية، لاسيما وأنه يحظى بتأييد وازن لدى قاعدة “حماس” السياسية والعسكرية، حيث من المتوقع أن يبقى خارج قطاع غزة حتى انتهاء انتخابات المكتب السياسي الجديد، والتي ستحدد إما بقاءه في الخارج أو عودته للقطاع.
غير أن الحراك الانتخابي يأخذ هذه المرة طابعاً مغايراً مع عودة خالد مشعل إلى واجهة المنافسة على المنصب الرئاسي للحركة، حيث يعتقد أنصاره من أعضاء الحركة بأنه الأنسب في هذه المرحلة أمام المتغيرات الجارية في المنطقة، ووضع الحركة الحرج.
ومن شأن انتخابٍ لمشعل أن يسهم في تعزيز المحور المعتدل داخل حركة “حماس” الذي سيعكس نفسه في لغة وماهية التعاطي مع الملفات الشائكة التي تواجه الحركة، وسيعزز من مكانتها على المستويين العربي والإقليمي، ومن علاقتها على المستوى الدولي، مثلما يخدم مخطط الحركة لإعادة ترتيبها وبناء مؤسساتها داخل الوطن المحتل وخارجه، بما يتماشى مع مصالحها ورؤيتها الإجمالية.
إرسال التعليق