اغنية نعناع الجنينة بين الادب الشعبي والرقص الشعبي
تتصف الاغنية الشعبية باربعة ابعاد هي : البعد التاريخي والبعد الجغرافي والبعد الاجتماعي والبعد النفسي ، كما تتصف بانها قديمة ومجهولة النسب اي المؤلف والملحن فأصبح الشعب هو مالكها ومؤلفها وملحنها وقانون الحماية الفكرية منحه الحق في ذلك ، ومن الاغاني الشعبية القديمة اغنية ( نعناع الجنينة ) التي يصعب تحديد البعد التاريخي لها وان كان هناك احتمال انها ترجع الي عصر محمد علي باشا حاكم مصر الذي استورد ثلاثة ملايين شتلة من شتلات اشجار الظل والفاكهة لزراعتها علي حواف الترع والمصارف ليضمن الظلال والفاكهة المجانية للشعب وايضا الاخشاب لبناء اسطوله البحري وتم زراعة احواض من نبات النعناع اسفل هذه الاشجار ، والاحتمال الثاني ان هذه الاغنية تسبق عصر محمد علي لأن مصر عرفت نبات النعناع والجناين والحدائق منذ اقدم العصور ، اما البعد الجفرافي للأغنية فهي منطقة دراو وقراها بمحافظة اسوان ، ويصاحب اغنية نعناع الجنينة صف راقصي الكفافة ( الكف العربي ) وراقصة الحجالة ، ويطلق علي مربع نعناع الجنينة اسم ( المربوع ) وهو اللازمة الاساسية للأغنية ، ومن نماذج مربوع نعناع الجنينة :
نعناع الجنينة المسقي في حيضانه
شجر الموز طرح ضلل علي عيدانه
………………
نعناع الجنينة المسقي في القصرية
شجر الموز طرح صلل عليكي يا صبية
ويردد منشد الكفافة ( الكف العربي ) مربوع نعناع الجنينة بينما راقصة الحجالة ترقص امام راقصي صف الكفافة وتغطي رأسها ووجهها وكتفها بشال وترقص في خطوات طولية هادئة علي امشاط قدميها ، بينما راقصي صف الكفافة يصفقون بايديهم ببطء شدبد ولكن بمجرد ان ينتهي منشد الكفافة من مربوعه يقفز راقصي صف الكفافة الي اعلي ثم ينزل علي قدميه علي الارض في وضع الركوع ويصفقون تصفيقا حادا بايديهم وتبادلهم راقصة الحجالة هذه السرعة فتقف علي قدميها وترقص رقصات دائرية بسرعة فائقة فعندئذ تنطلق الزغاريد من حناجر النساء وينطلق الرصاص من بنادق الرجال في مشهد جميل يضفي جوا من المرح والبهجة والسرور علي جميع الحاضرين ، ويتخلل مربعات نعناع الجنينة مربعات من فن النميم المنتشر في جنوب مصر مثل :
قالت لي بريدك يا وليد عمي
تعال دوق العسل سايل علي فمي
علي مهلك علي ما بحمل الضمي
علي مهلك علي انا حيلة ابوي وامي
إرسال التعليق