التصييف لأهالي قري اسوان ليس علي الشواطئ فقط وانما التصييف في الحقول في مواسم حصاد القمح في الزمن الجميل
في موسم حصاد القمح الكل يستفيد بموسم الحصاد ، حلاق الصحة يحصل علي حزم من سنابل القمح لأنه كان لا يتقاضي اجرا اثناء عمله في القرية طوال العام في مهنة الحلاقة وختان الأطفال وخلع الأسنان ، واللحاد اي حفار القبور يحصل علي مثل هذه الحزم من سنابل القمح لأنه كان لا يتقاضي أجرا أثناء عمله في القرية طوال العام في حفر القبور ودفن من غربت شموسهم ، وقد يكون جرن سنابل القمح لحلاق الصحة او لحفار القبور اكبر من اجران بعض الفلاحين انفسهم ، الغني كان يستفيد بمحصوله ، والفقير كان يرسل اطفاله للتصييف في الحقول أثتاء حصاد القمح ، والتصييف هو جمع سنابل القمح المتناثرة علي الأرض من الحصاد ، ويتم جمع هذه السنابل في مغاربف أي قفف من الخوص ، وتكون هناك معركة حامية بين العصافير واطفال التصييف في الاستفادة بسنابل القمح ومن سبق أكل النبق ، ويجهز أطفال التصييف أسلحتهم في محاربة العصافير ، واهم هذه الأسلحة المعلاق المصنوع من الحبل المجدول من ليف النخيل ووسطه يكون عريضا لوضع الحجارة الصغيرة او الزلط لرشق العصافير بها ، ويبدأ الرشق بأن يمسك الطفل طرفي المقلاع بيد واحدة ويمحلل حول نفسه عدة مرات اي يلف جسمه 180 درجة بسرعة كبيرة ، واثناء المحليل أو اللف يترك الطفل احد طرفي المقلاع قائلا بصوت جهوري اشبه بصيحة الحرب : (حااااح ….حااااح ) فينطلق الزلط او الحجارة مع صدي صوت الصيحة المدوية (حااااح حااااح ) فتهرب العصافير او تتساقط صريعة المعركة كعدد قتلي هتلر ، ويجمع الاطفال سنابل القمح المتناثرة في المغاريف اي القفف وهم يغنون اغاني العمل مثل : فريق يقول فين اجيل فين انام ويرد عليه فريق اخر تحت ضل السيسبان او اغنبة : فريق يقول يا علي ولا ريت علية فيرد عليه الفريق الاخر في بحور الشام بتملأ ، والتصييف يكون مرتين في اليوم صباحا وبعد الظهر ، وفي المساء تكون الهدنة بين العصافير وأطفال التصييف ، والتصييف يتم في كل حقول اهل القرية التي بها حصاد القمح ، وتصييف القمح يضفي علي الاطفال جوا من البهجة والمرح والسرور ، وبعد درس محصول القمح بالدراسة او بالنورج وتذريته بالمذراة يتم فصل التبن عن حبوب القمح ، وفي قاع الجرن توجد بعض حبوب القمح المختلط بالطمي ويطلق عليه قمح الرقريقة مع نطق القاف جيما قاهرية ، ويتم توزيع قمح الرقريقة علي الفقراء الذين يقومون بغسله في بيوتهم بالماء بعد نقعه عدة ساعات لفصل حبوب القمح عن الطمي ، ويتم الغسل عدة مرات ، والطبيعة عادلة جعلت الجميع يستفيدون من محصول حصاد القمح ، وحصاد القمح بمثابة عيد للفلاحين
إرسال التعليق