مكانة الاقزام في الحضارة المصرية القديمة
بقلم : محمود احمد فضل
للاقزام وقصاري القامة مكانة كبيرة في الحضارة المصرية القديمة وخاصة في الفنون والمسرح الفرعوني والصناعات الدقيقة كصناعة الحلي التي تحتاج الي انامل الاقزام التي تتلف في حرير ، واذا كنا الان في بعض تعبيراتنا نحقر من الاقزام كقولنا لمن نذمهم : انهم كالاقزام ، بينما في حضارتنا الفرعونية الراقية جاء في كتاب الموتي ان الملك الفرعوني -بجلالة قدره – يتمني ان يكون قزما ليسعد قلب الاله ، ووصل القزم سنب الي البلاط الفرعوني وتزوج ابنة الملك وعند خروجه كانت له حراسة ويحمل مظلته اثنان من العاملين في البلاط الفرعوني وبجانب الاقزام وقصاري القامة المصريين كان الفراعنة يأتون بالاقزام من افريقيا وخاصة في مجال الفن كالرقص والحركات البهلوانية التي كان يستمتع بمشاهدتها الملك الفرعوني ومن اشهر هؤلاء الاقزام الافارقة القزم ( دنج ) الذي اتي به حاكم اسوان في عهد الملك بيبي الثاني من الدولة القديمة الفرعونية وحاكم اسوان هو النبيل ( حري خوف ) الذي كان يقضي مصالح مصر في رحلات نيلية مع افريقيا وفي الدولة الحديثة الفرعونية اصبح الملك الفرعوني بنفسه يقضي مصالح مصر مثل رحلة الملكة حتشبسوت الشهيرة لبلاد بونت ، والنبيل ( حري خوف ) سجل احد رحلاته لافريقيا في مقبرته المنحوته في الصخر في مقابر النبلاء حكام اسوان اسفل قبة علي بن الهوا ، وقد سجل النبيل حري خوف في مقبرته المراسلات التي تمت بينه وبين الملك بيبي الثاني بخصوص هذه الرحلة لمتابعة مصب النيل وجلب الواردات الافريقية لمصر ولكن النبيل حري خوف في احد رسائله فاجأ الملك بيبي الثاني الملك الطفل تحت الوصاية والذي حكم مصر لمدة 99 سنة فاجأه انه اتي له من افريقيا بالقزم الراقص ( دنج ) ، ولم يفرح الملك الطفل بواردات مصر من افريقيا وانما فرح بالقزم الراقص دنج وكتب عدة خطابات للنبيل حري خوف يطلب منه سرعة الوصول بالقزم الي مصر وان يحافظ عليه ويجعل حراسة مشددة تتناوب حراسته 24 ساعة وان يجعله يجلس في وسط المركب حتي لا يغرق ويتعجب العالم الجليل الدكتور عبدالعزيز صالح في كتابه الشرق الادني القديم ان مصير مصر اصبح يتحكم فيه هذا الملك الطفل وفي رأيي ان الملك الطفل كان تحت الوصاية وان الوصي كان امينا علي مصر بقيامه بتكليف حكام اسوان بمتابعة مصب النيل وجلب الواردات الافريقية لمصر من العاج والابنوس وريش النعام وسن الفيل والتوابل وقد ترجم عالم الاثار الانحليزي ( الن جاردنر ) هذه الخطابات المتبادلة بين الملك الطفل بيبي الثاني وحاكم اسوان بخصوص القزم دنج من اللغة الهيروغليفة الي اللغة الانجليزية وسجل ذلك في كتابه القيم ( مصر الفراعتة ) ، حقا الحضارة الفرعونية حضارة عظيمة احترمت الاقزام وجاء في كتاب الموتي في الديانة المصرية القديمة ان الملك الفرعوني يتمني ان يكون قزما لاسعاد قلب الاله بينما نحن الان نحقر الاقزام بقولنا لمن نذمهم انهم كالاقزام وصنفت الشئون الاجتماعية الاقزام من ذوي الاحتياجات الخاصة
إرسال التعليق