العيش الشمسي الملتوت في جنوب صعيد مصر ( مرحلة العجين )
بقلم : محمود احمد فضل
يعتبر العيش الشمسي الملتوت في جنوب صعيد مصر متوارث من ايام الفراعنة حيث كان يطلق عليه كلمات منها : عنخ اي عيشة او حياة ونحن في مصر لا نذكر كلمة خبز الا نادرا والكلمة الشائعة هي عيش اي حياة ويطلق علي العيش ايضا باللغة الهيروغليفية كلمة ( بتاو ) وهي تتكون من شقين اداة التعريف (با ) وتعني ال ، و (تاو) وتعني خبز بصيغة الجمع اي ارغفة ، والمفرد باللغة الهيروغليفية ( تا ) وتعني رغيف ، وحرف التاء باللغة الهيروغليفية يرمز له بنصف رغيف العيش والعيش الشمسي تقوم به السيدة وتمهد له من الليلة السابقة حيث تقوم باحضار الخميرة البلدي وهي قطعة علي شكل كرة من العجنة السابقة يطلق عليها اسم ( برباسة) ، ويتم وضع البرباسة بعد تفتيتها في اناء صغير ويتم اضافة ماء ساخن اليها وكيلو من دقيق القمح ويتم عجن ذلك حتي تصبح العجينة سائلة وتترك لتخمر حتي الصباح والسيدة الشاطرة لا تستخدم خميرة البيرة الموجودة بكثرة في الافران البلدية وانما تستخدم الخميرة البلدي البرباسة لانها تحافظ علي صلاحية العيش لمدة اطول اما خميرة البيرة تجعل العيش يتعرض للتعفن في مدة قصيرة ، والتعفن يبدأ بظهور طفيليات بيضاء وعندئذ يقال ان العيش ( جنسب ) ، وقد يزداد التعفن بظهور طفيليات سوداء وعندئذ يقال ان العيش ( صوفن ) ، ثم تصحي السيدة مع اذان الفجر لتقوم بعملية العجين كما يقول الموسيقار سيد درويش : الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية ، وتقوم بعملية العجين سيدة عفية حيث تضع الخميرة المصنوعة من الليلة السابقة في الماجور الفخاري الذي تم استبداله حاليا باناء من الالومنيوم وتصب علي الخميرة ماء دافئ ثم كمية دقيق القمح التي تريد عملها ، وتقوم السيدة العفية بالعجن وضرب العجين بكلتا يديها عدة مرات ويقال عن ضرب العجين في بعضه البعض ان السيدة تملك العجين وكلمة تملك بضم حرف التاء وفتح حرف الميم وكسر حرف اللام وسكون حرف الكاف ، ويطلق علي عملية ضرب العجين ايضا اللت والعجن ، والسيدة اثناء مرحلة التخمير تهاجم الرجل بامثالها الشعبية ( ده وشه يقطع الخميرة من البيت ) ، وتهاجمه اثناء مرحلة العجين بأمثالها الشعبية ( يمشي علي العجبن مايلخبطوش ) ، و ( انا عاجناه وخابزاه ) ، و ( ده يلت ويعجن ) ، واذا كان الرجل يفلت بمهارته منها فأنها تقول ( ده يطلع منها زي الشعرة من العجين ) ، وبعد عملية العجين تقوم السيدة بعملية تقريص العجين اي تقطيع العجين الي قطع صغيرة وتضع كل قطعة علي دورة والدورة قطرها 25 سم وهي بمثابة طاولة العجين ثم تضع علي كل دورة طبقة رقيقة من الردة حتي لا يلتصق قرص العجين بالدورة ويطلق علي هذه العملية ( تمريس الدور ) ، ثم ترص هذه الدور تحت اشعة الشمس وعليها قرص العجين حتي تخمر واثناء التخمير يتم تشليخ ارغفة العيش في شكل دائرة بواسطة ابرة خياطة او السلاعة والاخيرة هي شوكة جريد النخيل ، والدائرة علي العيش موروث فرعون ترمز للاله رع
إرسال التعليق