الذكرى الـ251 على وفاته.. شيخ العرب همام مسلسل استوحى من قصة حقيقية

بقلم / سيد عادل

لم تكن أحداث مسلسل “شيخ العرب همام” الذى عرض فى رمضان 2010 وكان بطولة يحيى الفخرانى وصابرين وريهام عبد الغفور، من وحى الخيال، ولكنها كانت قصة حقيقة دارت أحداثها منذ أكثر من 230 عاما، بمركز فرشوط شمال محافظة قنا، عن شخصية همام بن يوسف الذى امتلك المنطقة من محافظة المنيا وحتى أسوان فى أواخر العصر العثمانى.وتناول المسلسل فى حلقاته الـ 30 قصة شيخ العرب وحياته والصراعات التى تعرض لها، وكيف كان يتغلب على تلك الصعوبات وحياة قبيلة الهوارة وحصل فريق الإعداد بالمسلسل على معلومات ووثائق للعمل فى أحداث المسلسل.ولد همام بن يوسف، والملقب بشيخ العرب همام فى عام 1709 بفرشوط شمال محافظة قنا، وتوفى عام 1769، وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة، تلك القبائل التى استقرت فى صعيد مصر وتمتعت بقدر كبير من الثروة والنفوذ، وسيطر شيوخها على مقاليد الامور فى الصعيد.وتولى الشيخ همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م، لم يمض قدما فى توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد، من المنيا إلى أسوان، وقام بتأسيس شبه دولة فأنشأ الدواوين لإدارة شئون الأراضى الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها، وشكل قوة عسكرية من الهوارة والعرب ومن المماليك الفارين من حكم على بك الكبير، فدقت أبواق الحرب بين دوله فى الجنوب يرأسها همام ابن يوسف أحمد الهوارى ودوله أخرى فى الشمال يرأسها على بك الكبير الذى كان حليفا للروس وكان يعدهم بأن يدخلوا مصر على جثه همام (أمير الصعيد).وبدأت الحرب وكانت الغلبة من نصيب أهل الصعيد وهوارة فى البداية ولكن بسبب مكر المماليك استطاعوا أن يخدعوا إسماعيل الهوارى ويجعلوه يخون ابن عمه وانتصر المماليك ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من الرماد فاتجه همام إلى النوبة ليبنى جيشا آخر من الصعيد ولكنه لم يستطع بسبب الموت فتوفى فى الطريق ودفن فى نجع البركة بمدينة نقادة.وعن مكان دفنه قال ماجد حسن، مفتش آثار، إن هناك روايات تعددت حول مكان دفن أمير الصعيد شيخ العرب همام، والأرجح وهو دفنه فى الكيمان بقرية المطاعنة، حيث فرد هاربًا بعد مطاردة المماليك له بقيادة على بك الكبير، واستقر هناك ومات ودفن فى أرضها، والرواية الثانية أنه دفن فى قرية قامولا بنقادة وهى الأقرب إلى الصواب بنسبة كبيرة حيث يوجد له ضريح فى أرضها.وأوضح حسن، أن قلعة شيخ العرب همام مدرجة فى اهتمامات الآثار، أما الأضرحة فيشرف عليها أشخاص ويقومون بترميمها أو هدمها وإعادة بناؤها مثلما فعل بضريح همام فى قرية نجع البركة بنقادة.

إرسال التعليق

قد يعجبك ايضا