أساطير كشف الكذب عند المصريين .. البشعة والمندل الأبرز
بقلم / عبير الكومي منذ بداية الخلق، هناك عادات سيئة عرفها البشر وهى الكذب قد تكون أكاذيب صغيرة لجذب انتباه الآخرين وإثارة إعجابهم، وفى أحيان أخرى تتحوّل إلى كذبات كبيرة لتجنّب العقاب أو لإلقاء اللوم على الغير أو خداعهم.ويبقى الصدق صفة حميدة لدى البشر، فحتى على الرغم من أن العديد من الكذبات البيضاء كما يسميها البعض لا تؤدى إلى أى ضرر، إلا أنها قد تكبر شيئًا فشيئًا لتلحق خسائر فادحة بأصحابها أو بالأشخاص الذين صدّقوها. ومع تطور طرق الكذب، ويبدو أن البشر ومن بينهم المصريون منذ القدم، حاربوا الكذب وحاولوا اختراع وسائل عدة مختلفة للحد من هذا السلوك الذى يرفضه الجميع، حتى وأن وقع فيه جميعهم، لكنهم تصدوا له بوسائل كثيرة، تحولت مع مرور الوقت إلى خرافة، وليست حقيقة مؤكدة لكشف الكذب ومن هذه الوسائل:البشعةواحدة من أقدم أجهزة كشف الكذب على مر التاريخ، وإحدى مفردات التحكيم بين المتخاصمين من بدو صحراء مصر الشرقية، وبحسب الباحثين هى محكمة عرفية، يتم فيها إثبات أو نفى تُهمة معينة موجهة من طرف إلى طرف آخر، وذلك عن طريق لعق المتهم قطعة حديدية توهج حراراة، وهناك بشعة قديمة كانت تتم بإبريق الماء، ولكنها اندثرت.مسمى البشعة اشتق من بشاعة الموقف، ويتعرض المتهم إلى موقف صعب ومخيف، يمثل لحظات حاسمة فى تقرير مصير قضيته، فضلا عن أنها بمثابة محكمة نهائية لا تقبل النقض أو الاستئناف، ووفقًا للباحثين فإن البشعة فى هذا المجال محصورة فى قبائل معينة، منذ زمن بعيد، وتنتقل فى نفس العائلة بالوراثة، وهؤلاء المبشعون معترف بهم بين القبائل، ولا يمكن لأحد آخر أن يصبح مبشعًا.المندلكلمة «المندل»، توحى بالاستدلال، أو اتباع الأدلة التى يمكن أن ترشد إلى فاعل مجهول لفعل معلوم، كالسرقة أو القتل، ويستعين فاتح المندل بالجان فى تراتيله، التى يفتتح بها ذلك الطقس، وفى ظل وجود طفل لم يبلغ الحُلُم، كشرط أساسى لنجاح الطقس، بحسب ما يدعون، وفى تفسير آخر لذلك، يقوم فاتح المندل باستحضار الجان الذى أخذ عليه عهداً، وعادةً يكون أحد ملوك الجان السبعةـ وبحسب التفسير المنتشر لذلك، فإن كل ملك من هؤلاء معه أخبار يوم من أيام الأسبوع، فإن أراد معرفة تفاصيل حادثة ما وقعت يوم الثلاثاء مثلاً، يقوم فاتح المندل باستدعاء الجان صاحب ذلك اليوم.الحمار بالمقلوبتلك الطريقة معروفة فى الريف، فالشخص الكذاب يتم وضعه على الحمار بالمقلوب، والمشى به فى جميع أنحاء القرية، وتؤدى إلى الإذلال النفسي، وتسبب عارا كبيرا على عائلة الكذاب
إرسال التعليق